الخلافات بين الأشقّاء
الأسرة هي عبارة عن مجتمع مصغر يتعلم فيها الطفل التعامل مع الآخرين وأساليب التواصل، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالغيرة والمنافسة عند اختلاطه بغيره، هذه الأحاسيس تغذي الصراعات بين الأشقّاء.
لجعل هذه المشاحنات مفيدة لتنمية الأطفال ، يجب أن نتجنب أمرين سلبيَّيْنِ هما على طرفي نقيض؛ أولهما اللامبالات التامة، والثاني كثرة التدخل لحل المشكلة، لأنّ دورنا يكمن في فهم أحاسيسهم ومرافقتهم لإيجاد الحلول.
كيف نتجنب الخلافات بين الأشقّاء؟
على الرغم من حسن نيات الوالدين ، فإن بعض سلوكهم اللاواعي يشجع على التشاحن.
فيما يلي بعض النصائح لتعزيز العلاقة بين الإخوة و تعليمهم حسن التصرف عند الخلافات، وإيجاد حلول ترضي الجميع دون عنف أو تشنج مفرط.
تحديد وقت خاص لكل طفل على حدة
عندما يقضي الطفل بعض الوقت مع أحد والديه بمفرده يشعر بأنه الطفل الوحيد المحبوب و المدلل، مما يخفض الإحساس بالغيرة ويشبع حاجته لجلب الاهتمام.
اجتناب المقارنة بين الإخوة
يجب تجنب مقارنة الإخوة سواءً كان ذلك عند مخاطبتهم أو عند التحدث عنهم لأن المقارنة تولد المنافسة السلبية بين الإخوة وتترك الطفل يشعر بالنقصان أمام إخوته، فلنتجنب مثل هذه العبارات : “ابني هذا تأخر كثيرا في المشي والكلام، على عكس أخيه الأكبر.”، ” أخوه كان أكثر هدوءا” …
تفادي المساوات بين الإخوة
المساوات لا تعني لزاما العدل لأن لكل طفل شخصية وحاجيات خاصة تختلف عن إخوته، وهذا ما علينا تبليغه للابن ” أخذ أخوك المزيد من البطاطس لأنه أسنُّ ولأنّ حاجته إلى الغذاء أكبر”.
الاستماع والتعاطف
عند تشاجر الأطفال عادة ما يحاول الآباء إيقاف الصراخ بسرعة، وذلك بمصادرة سبب النزاع (اللعبة، الكتاب…) أو بابعاد بعضهم عن بعض.
لئن كان هذا التصرف فعّالا نسبيا -من حيثُ إنه سبب لعودة الهدوء وتوقف الشجار- إلا أنه لا يواسي مشاعر الإخوة، بل يشعرهم بالقمع والظلم، وسرعان ما يجدون عذرا جديدا للشجار.
لذا من المهم إظهار التعاطف معهم ، والاستماع إلى مشاعرهم ومساعدتهم على صياغتها: “أنت غاضب جدا ضد أخيك لأنه أخذ لعبتك” ، “أنت من سبق لأخذ اللعبة، ولست ترغب أن يشاركك أخوك اللعب.. “، ” شاهدت اللعبة في حوزة أخيك فأردت اللعب بها “.
سيؤدي ذلك إلى تخفيف توتر الأطفال وفهم النزاع بشكل أفضل.
التعبير وإيجاد الحلول
والآن بعد أن تخلص كل طفل من التوتر والعصبية ، من المهم أن نلقنهم قاعدة في غاية الأهميّة، وهي أنّ :” التواصل يكون عبر الكلام والحوار دون صراخ وشتم وضرب”
يمكننا مساعدتهم في صياغة الكلمات الملائمة: “أنا حزين جدًا لأنك حطمت قلعتي، وأريدك أن تعيد بناءها”، “أنا لست سعيدًا لأنك أخذت لعبتي بقوة وعليك أن تعتذر “…
كذلك يمكنك مساعدة الأطفال في إيجاد حلٍّ يُرْضِي الجميع دون تفضيل أحدهم، مثال: “يمكننا اللعب معا بهذ الشاحنة! أنت لك دور الميكانيكي وأنا السائق وثم نتبادل الأدوار”، ” سنحدد وقتا نتبادل فيه الألعاب”… شيئا فشيئا سيتعلم الطفل المفاوضات وإيجاد الحل الوسط الذي يراعي كلا الطرفين بدون مساعدة الوالدين.
متى يجب علينا القلق؟
ما دام الشّجار يتناوب مع التآخي والتفاهم، فإنّ كل شيء على ما يرام، لكن إذا لاحظت عنفًا لفظيًا أو جسديًا فعليك أن تتدخل، ليس لتصحيح سلوك الطفل فحسب بل أيضًا للبحث عن المواقف اللاواعية التي تسسببت في ذلك (مثال؛ الآباء العنيفون، العدوان في المدرسة، الشجار المتكرر بين الوالدين، حاجيات الطفل العاطفية ..).